header نعلن عن افتتاح هذا الموقع ونشكر لكم متابعتكم مع تمنياتنا لكم بالفائده الصفحه الرئيسية | نبذة عن حياة الشيخ | الأبحاث | الكتب | الفتاوى | الدروس | المقالات |الصور | الفيديو
الرجوع الى المقالات

الثأر رؤية شرعية

 

بسم لله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

فالشريعة الإسلامية نظام متكامل يتناول جميع مناحي الحياة، وهي منسجمة مع فطرة الإنسان، ولا يتصور التناقض في ذلك مطلقاً، ومن بديهيات هذه الشريعة أن الإنسان مكرم عند الله _ سبحانه وتعالى _ قال تعالى:" وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) " سورة الإسراء، والإنسان الذي يعتز بكرامته وشرفه وشرف أسرته متفق مع ما دعت إليه الشريعة الإسلامية، واعتزاز الإنسان بكرامته وسمعته أمر فطري، ويختل وجود الإنسان وتكيفه مع مجتمعه بدون ذلك.

        وقتل قريب الإنسان دون وجه حق تعد صارخ على كرامته،ملحق العار به لا يغسله إلا  مجازاة الصانع بمثل ما صنع.

      ولا تهدر دماء الناس لا في دين ولا في أحكام العقول السليمة، والتسليم بهذا واحد من الضوابط التي يمارسها المجتمع في كبح جماح الجريمة لا يقل أهمية عن دور الدولة وتشريعاتها.

        والمجتمع المسلم الذي ينضوي تحت حكم دولة تحترم أحكام الشريعة الإسلامية

يوكل لدولته حماية كرامة مواطنيها ، ومجازاة كل متعد بما يستحق لأسباب كثيرة منها:

     أ.       منعا لتعارض الأدوار، فالفرد مهما أوتي من قوة _ حتى ولو اجتمعت معه قبيلته في غالب الأحيان لا يتمكن من ضبط الأمور على وجهها الصحيح.

ب.     المصالح المتعارضة بين الأفراد تجعل من غير الممكن رؤية الأمور على حقيقتها، بل يختلط بسبب ذلك الحق مع الباطل، وهذا من الوضوح بحيث لا يحتاج إلى أمثلة.

ج .      تسلسل القتل، فكل أهل مقتول سيكون لديهم من المسوغات التي تولدها الحمية والعصبية العمياء ما يحفزهم لقتل القاتل.

د.        قتل غير القاتل، إما لاحتمائه بهم،أو لاختلاف المكانة، وهذا ليس من العدل في شيء. وغيرها من الأسباب التي تجعل الأفراد غير صالحين لمجازاة القاتل.

ولهذه الأسباب وغيرها تقرر الشريعة الإسلامية  ما يأتي:

1.       على المجتمع المسلم  والدولة المسلمة تمكين أولياء المقتول من حضور  تنفيذ العقوبة به بعد محاكمة عادلة.قال تعالى:" ) وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33) سورة الإسراء.ودلالة الآية بالنص على السلطان الممنوح من الشارع لأولياء المقتول،على أنه لا يخف الترغيب بالعفو الذي تحث  عيه الشريعة،قال تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)}من سورة النور.

2.      على المجتمع المسلم  والدولة المسلمة تطبيق حكم الله في القصاص لأنه كفيل بإلغاء الثأر وهو البديل الذي يحقق الكرامة لنفوس ذوي القتيل  ويشف صدورهم، قال تعالى:" { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) }من سورة البقرة.

وتأصيلا على ما سبق أعتقد  وبشكل جازم  تحريم الثأر  ووصم فاعله بكل أوصاف مرتكبي أكبر الكبائر، و يشاركه في ألإثم  كل  من لا يحول بينه وبين ذلك.                                                                                      

        أ.د.شويش هزاع المحاميد

 







home
nbthah
ab7ath
book
doros
mqalat
ftawa
image
video































conface
twitter
footer